القائمة الرئيسية

الصفحات

عوامل سقوط الامبراطورية الرومانية

 عوامل سقوط الامبراطورية الرومانية







تظافرت جملة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الخارجية في سقوط الامبلااطورية الرومانية.


العوامل الخارجية :

كان للهجرات تأثير كبير في سقوط الامبراطورية الرومانية ، وعموما تحدث الهجرة بسبب جدب وقحط يصيب الموطن التي تسكنه القبائل فتهاجر الى مكان اخر اكثر خصوبة وأوفر ثروة ، فالأجناس والأقوام التي اتجهت صوب ايطاليا والمناطق المحيطة بها جائت بغرض الرزق أو النهب انطلقوا من الاطراف اشمالية للمناطق الإنجلوسكسونية ونهر الدانوب ومن شرق أواسط آسيا وهم من يطلق عليهم تاريخيا تسمية (البرابرة).
وهناك تضارب كبير بين المؤرخين حول أصل البرابرة والتسمية كذلك فمنهم من يربطها بالوحشية والعدائية بينما البعض الآخر برى فيه تنظيما أراد أن يكون لنفسه كيانا عن طريق رابطة الدم، حيث انهر هؤلاء بالحضارة الرومانية فاحنكوا بها وسعوا إلى إقامة دولة مماثلة ذات حدود ثابتة.
ويتشكل البرابرة من أقوام وقبائل مختلفة شكلت موجات بشرية هاجرت صوب الامبراطورية الرومانية ومن هؤلاء الجرمان ويطلق عليهم كذلك التيتون، تحركوا من ألمانيا إذ انتشروا في القرنين الأول والثاني في أواسط أوروبا وشرقها عبر نهر الدانوب والراين ، أما الموطن الاصلي للقبائل الجرمانية فكان البلاد المحيطة ببحر البلطيق. 
وكان للجرمان أثر سلبي كبير على إمبراطورية الرومان.
كما ورد ذكر عناصر الكلت "calts" وهي من أكبر العناصر البربرية الزاحفة على الامبراطورية الرومانية أو ما يطلق عليهم بالغاليين، وازداد ضغطهم بحيث ساهموا بتغيير معالم أوربا سياسيا وحضاريا والقضاء على الامبراطورية الرومانية القديمة في الغرب، واخلال بدل ذلك ممالك صغيرة بربرية من عناصر جرمانية وغالية مختلفة.
ويوجد عنصر آخر إلى جانب الغاليين والجرمان وهم القوط بقسميهم الشرقي والغربي ، واستوطنوا كلا من إيطاليا واسبانيا حيث احتل القوط الدانوب الأدنى واكتسحت قبائلهم على عهد الامبراطور دكيوس 249م-251م شبه جزيرة البلقان.
إلى جانب هذه القبائل البربرية الكبرى توجد قبائل صغرى ساهمت في انحطاط الامبراطورية الرومانية ومن بينها قبائل الهون التي مثلت خطرا خارجيا على الحدود وبدأو يتوغلون إلى الداخل، وهم من أصول مغولية انطلقو من اسيا الصغرى باتجاه القارة الاوروبية.
ومن بين هذه العناصر أيضا السكسون الذين غزوا آخر معاقل الحكم الروماني في بريطانيا، فقد نزحوا في محاولة للبحث عن المناطق الخصبة والتي يتوفر فيها الرعي والمناخ الملائم.

العوامل السياسية والعسكرية: 


ساهم ضعف الادارة وشخصية الحكام والاباطرة في انحطاط الامبراطورية الرومانية ، ظهر ذلك جليا في عدم قدرتهم على مواجهة الأخطار الخارجية خاصة خطر البرابرة حيث انهزم الامبراطور فالنز أمام الجرمان في معركة أدرنة 378م وعند وفاة خليفة الامبراطور ثيدوسيوس عام 395م ظهر خطرهم بشكل واضح بعدما تجمعوا على الحدود الشمالية، اضافة الى ذلك المؤامرات الداخلية والفتن والدسائس، كلها عوامل مهدت إلأى عدم الاستقرار السياسي والإداري.
وتعتبر الفترة الواقعة بين 455م-إلى 476م ، أي بين مقتل الامبراطور فالنشيان الثالث وسقوط الامبراطورية في الغرب من أحلك الفترات السياسية التي مرت بها الامبراطورية لفقدها الكثير من أراضيها.
وما زاد خطورة الوضع هو تمركز القوة الاداية والسياسية وحتى العسكرية في أيادي عناصر جرمانية ومن هنا جاء الخطر الذي داهم الإمبراطورية ، وكذلك انغماس الأباطرة في اللهو الترف والملذات، وتغير العاصمة من روما إلى القسطنطينية أدى غلى اهمال الاولى على حساب الثانية ولما صارت القوة العسكرية في يد البرابرة أخذت تتدخل في شؤون الحكم ، تولي وتعزل كما تشاء وأثر ذلك على الاستقرار مما أدى إلى كثرة الفتن والحروب والحركات الانفصالية.

العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية:


كان لتدهور الاقتصاد وتفكك المجتمع والانقسام اللغوي والتنافس الديني آثاره على انهيار الامبراطورية الرومانية القديمة وترتب على الحروب الأهلية الداخلية وحركات الانفصال اختلال الأمن وسوء الاحوال الاقتصادية، وكي تعالج الدولة عجزها المالي لجأت إلى زيادة الضرائب بدرجة لم يتحملها المزارعون فهجروا أراصيهم.
واهتم بعض الأباطرة باشباع رغباتهم على حساب الشعب مثل كومودوس 180م-192م الذي انصرف إلى اهوائه دونما اعتبار للمشاغل الاقتصادية والسياسية مما أدى لكثرة الحروب، في عهده وأصيب النظام المالي بالخلل فكانت الضريبة باهضة متباينة نظرا لشساعة المساحة ولم تكن الثروة موزعة توزيعا عادلا فجهات تنعم بهذه الثروة وأخرى تئن تحت نير الفقر ضف إلى ذلك تدهور العملة، على الرغم من الإصلاحات التي قام بها أباطرة الإمبراطورية مثل أوغسطس الذي أصدر سنة 301م قانون يحدد ثمن كل سلعة على حدا، إلا أن التدهور استملر وهذا كله مرتبط بانهيار الحالة الاقتصادية والاجتماعية.
وانهارت الزراعة نتيجة ابتعاد الرومان عن هذه المهنة وتركوها للعبيد هؤلاء الذين تناقص عددهم نتيجة الأوبئة والأمراض، أما الصناعة تأخرت واهملت الطرق وكسدت التجارة نتيجة الأخطار الداخلية والخارجية.
ومما زاد من مخاطر الوصع الاجتماعي هو الانقسا م اللغوي والحضاري فالقسم الغربي سادت فيه اللغة اللاتينية أما القسم الشرقي سادت فيه اللغة اليونانية واختلفت العادات والتقاليد وشمل الانحطاط الحالة الروحية للمجتمع الروماني القديم ، حيث بدأت عبادة الامبراطور تتلاشى وهي الديانة التي فرضت القوة والاستقرار وظهرت ديانات الشرق مثل عبادة إيزيس والاله أبولو، ثم ظهرت المسيحية فاعتنقها الرومان وكانت أخطر منافس للديانتا القديمة فهذا الدين الجديد ساوى بين الامبراطور والعبيد لذلك ظهر تعارض شديد بين سلطة الامبراطور وما كانت تدعوا له هذه الديانة .


تعليقات